فضاء حر

إخوان اليمن و حليفهم المستقبلي

يمنات
على المدى القريب؛ فإن المرشح الأكبر للدخول في تحالف سياسي متين مع “الحوثيين” هو نفسه “التجمع اليمني للإصلاح”.
لا يرث “الحوثيون” فقط نفوذ “صالح” و “حاشد” (وفي الطريق “محسن”)، بل سيرثون أيضا “حلفاء” مراكز النفوذ هذه، وعلى رأسهم “الإصلاح”.
في كل مسيرتهم السياسية في اليمن؛ أثبت “الإخوان” أنهم لا يجيدون اللعب منفردين، ومثلما تحولوا من موقعهم مع “صالح” وعلى رأس جبهة الحرب ضد “الاشتراكي” الملحد، إلى موقع الحليف له، سينتقلون أيضا من مترس مجابهة “الحوثي” الرافضي، إلى ميدان التحالف معه، وربما الاحتماء به.
دعوني الآن أشفق فقط على خطاب التكفير السياسي ذي السقف العالي لدى إعلاميي وناشطي الإصلاح ضد حليفهم المستقبلي. ولطالما عودتنا ماكنة “الإخوان” على تعريف “الشيطان” بأنه: الطرف السياسي الذي لا يربطنا به تحالف. أما تعريف “الملاك” فهو: الطرف السياسي نفسه ولكن بعد أن أصبح يربطنا به تحالف.
أما الضجيج الذي يملؤون به سماء اللحظة اليمنية الراهنة عن تحالف مزعوم بين “عفاش” و “الحوثيين”، فموضوع لسخرية أخرى سنعيشها سويا وقد باتوا هم حلفاء “أنصار الله”، مع عدم استبعاد انقلاب الآية في أية لحظة والعودة إلى زمن تحالف “اليدومي” “صالح”.. على أن ذلك احتمال ضعيف.
عموما؛ قد يسهم التحالف المرتقب بين التيارين “الدينيين” في تجنيب البلاد عديد مشاكل، لكن الضحية ستكون مشاريع التحديث وكل قوى التحديث (إن كان لا يزال لدينا بقية منها طبعا).
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى